بعد مرور عدة أيام إضافية كان يزيد قد فاض به الكيل وقام بالاتصال علي أدهم ليعلمه انه سيعود الي بلدته غداً وسوف يصطحب معه حنين وروفان وطلب منه ان يخبرها حتي تستعد وتحزم حقائبها وأشياءها المهمه حتي تأخذها معها وذهب أدهم ليخبر حنين بقرار يزيد فأخذ يبحث عنها في المنزل حتي وجدها تجلس مع والديها تشاهد التلفاز فذهب اليها .
أدهم بإرتياح:حنين اخيراً لقيتك دا أنا لفيت عليكي البيت كله.
حنين باستغراب:خير يا أدهم في ايه.
أدهم بتوجس من ردة فعلها: يزيد اتصل وبيبلغك تستعدي عشان هتسافروا بكره.
حنين بغضب:ازاي يعني هي فوضي مره واحدة كده عايزنا نسافر انا مليش رأي ولايه.
صلاح بهدوء:اهدي بس ياحنين ما ينفعش كده وبعدين دي في الأول وفي الأخر غلطت.
حنين باستغراب:غلطتي انا ازاي.
صلاح بنفس الهدوء:الراجل جالك بدل المره عشرة وطلب يقابلك او يتكلم معاكي وانت الي رفضتي دا انتي حتي رفضتي مكالماته وهو سابك براحتك وكمان عطل نفسه وساب شغله وقعد يستني انك تجهزي وانتي ولا هنا.
حنين بدموع:انا حاسه اني بموت إن في حبل ملفوف حوالين رقبتي بيخنقني انا مش مصدقة اني اتجوزت راجل تاني غير مروان طب انا هقدر ادخل البيت ازاي وانا مرات واحد تاني غيره طب ساعدوني قولولي اعمل ايه هعيش ازاي في البيت مع يزيد وانا كل ركن فيه مليان بذكرياتي مع مروان ازاي هبقي مع واحد وقلبي وعقلي وتفكيري في واحد تاني هعيش معاه ازاي وانا بخونه بقلبي وتفكيري مش هقدر مش هقدر حرام عليكم حسوا بيا.
صلاح بجديه: ومين قالك اننا مش حاسين بيكي احنا أهلك يعني اكتر حد يتمنالك الخير والسعادة مستحيل نغصبك علي حاجه فيها ضرر ليكي احنا مش بنخلص منك ولا حاجه احنا عايزين نطمن عليكي وعلي بنتك.
حنين بانفعال:وانا مش قادره مش قادره اعمل ايه قولولي اعمل ايه وانا والله هعمله.
صلاح بحكمة:اعطيله واعطي لنفسك فرصة فكري في مصلحة بنتك هي محتاجة أب يحافظ عليها ويحميها ومفيش احسن من عمها يرعاها ويحافظ عليها استغفري ربنا وادخلي صلي ركعتين وجهزي حاجتك وحاجة بنتك عشان جوزك هيجي ياخدك بكرة الصبح.
حنين بصوت مهزوم:حاضر.
ذهبت حنين الي غرفتها توضأت وذهبت للصلاة وبكت كثيراً أثناء سجودها وظلت تدعو الله ان ييسر لها امرها ويريح ضجيج قلبها وعندما انتهت من صلاتها ذهبت وحضرت حقائبها واحتضنت ابنتها وذهبت في ثبات عميق تهرب فيه من واقعها.
في صباح اليوم التالي حضر يزيد الي منزل حنين ليصطحبها الي منزله وبالفعل عندما دق الباب واستقبله أدهم وجدها مستعدة حقائبها بجوار الباب فأخبرهم انه سيذهب بالحقائب الي السيارة حتي تستطيع توديع عائلتها.
صلاح بعطف وهو يقبل جبينها:اتمنالك السعادة في كل أيامك الجاية صدقيني دا الصح وهيجي اليوم الي هتشكريني فيه.
سلوي ببكاء ودموع: مع السلامة يا حبيبتي خدي بالك من نفسك ومن روفي هتوحشوني أوي.
حنين بحزن ودموع :وانتم كمان هتوحشوني أووي خدي بالك من نفسك ومن بابا.
وخرجت حنين من باب المنزل مسرعة والدموع تجري بغزارة علي وجنتيها و ودعت أخيها سريعاً وركبت السيارة ولحق بها يزيد بعد ان ودع عائلتها وانطلقا في رحلتهم الي بلدة يزيد وكان الصمت يسود المكان كان يزيد ينظر اليها كل فترة بطرف عينيه فيجدها كما هي علي نفس وضعها كما لو أنها تمثال فيرجع بنظره الي الطريق حتي وصل الي استراحة في منتصف الطريق.
يزيد: انا هنزل اشتري اكل ومايه انتي ممكن تصلي في المسجد وتشوفي لو روفي عايزة تروح الحمام لإن الاستراحة الجايه بعيده.
حنين وهي توقظ روفي:فين المسجد.
يزيد وهو يشير :هناك اهو بتمشي الممر ده وبعدين بتدخلي يمين خلصي براحتك وانا هستناكي في العربيه.
حنين بإقتضاب: حاضر.
دخلت حنين الي المسجد وجلست تصلي وتدعوا الله ان يريحها ويساعدها علي تخطي هذه المرحلة. وبعد قترة ليست بقليلة خرجت حنين من المسجد وذهبت في اتجاه السياة فلم تجد يزيد بها فجلست بها وأخذت تداعب ابنتها حتي لمحته يأتي من بعيد وبيده كيس كبير يحتوي علي بعض السندويشات والشبسيات والعصائر.
يزيد وهو يمد يده الي حنين:اتفضلي شوفي الحاجات ولو محتاجة حاجة أو ناقص حاجة قوليلي لان الاستراحة الجايه بعيده.
حنين بخجل:لأ شكراً .
أومأ يزيد برأسه وجلس خلف المقود وانطلق في طريقة ورغم جلوس حنين بجواره الا ان كل منهما كان في عالم أخر يفكر كيف ستكون الحياه مع الاخر.
بعد مرور مدة كبيرة كان يزيد مازال يقود السيارة و بجوارة حنين الشاردة في عالمها الخاص الذي لايوجد فيه الا هي وحبيبها مروان تحمل ابنتها النائمة في أحضانها وظلت شاردة الي ان استفاقت علي يد يزيد تهزها .
يزيد باستغراب:حنين حنين.
حنين بخضة:ها ايوه في ايه.
يزيد وهو عاقد حاجبية: بقالي ساعة بنادي عليكي عشان أقولك اننا خلاص وصلنا وانتي ولاهنا.
التفت حنين حولها فوجدت نفسها في منزل مجاور لمنزل عائلة مروان.
حنين باستفسار: ايه الي جابنا هنا ليه ماروحناش البيت التاني.
يزيد:البيت التاني بنجدده ونقلنا هنا علي مايجهز ادخلي انتي ،هبه بتستناكي عند الباب وانا هبقي اطلع الشنط.
أومأت حنين برأسها و حملت ابنتها وذهبت حيث تنتظرها هبه الي استقبلتها بحفاوة.
هبه وهي تحتضنها بشده:حبيبتي وحشتيني أوي .
حنين وهي تبادلها الاحتضان:انتي كمان وحشتيني أوي.
روفي بعبوس:ايه يا مامي فعصتوني .
هبه بحب وهي تحملها وتقبلها: يا روحي حقك عليا انتي فاكراني.
روفي وهي تهز راسها بنعم:ايوه انتي طنط هبه.
أخذت هبه تقبلها وتداعبها وأخيراً دعتهم الي الداخل.
هبه :يلا بينا ندخل دي ماما هتموتني عشان أخرتكم عليها.
دلفت هبه تصطحب حنين وروفي الي والدتها وعندما لمحتهم جرت روفي في اتجاهها وهي قامت بفتح زراعيها لها حتي تستقبلها وأخذت تحتضنها وتقبلها وتشم رائحتها وعينيها ممتلئة بالدموع فهي تري فيها ابنها مروان وبعد مده تركتها من بين أحضانها وسلمت علي حنين وسألتها عن أحوالها وأحوال أسرتها ثم عادت بتركيزها الي روفي وجلست حنين تتحدث مع هبه.
هبه بحماس: تعالي أوريكي أوضتي الجديدة.
حنين بإبتسامة: يلا بينا.
وذهبت حنين مع هبه لمشاهدة غرفتها الجديده وتركت روفي مع ساميه .
في مجلس الرجال كان يجلس عبد الرحمن يتناول كوباً من الشاي وبعد فترة دخل عليه يزيد ألقي علية السلام وقبل يده وجلس بجوارة.
عبد الرحمن :عامل ايه يا يزيد.
يزيد بإحترام:بخير الحمد لله طول ما أنتم بخير.
عبد الرحمن باستفسار:جبت مراتك معاك يا بني.
يزيد:أيوه يا حاج بره مع أمي وهبه.
عبد الرحمن: دي وصية أخوك يا بني اصبر عليه و عاملها بما يرضي الله.
يزيد بإختصار : ان شاء الله انا هروح أشوف الشغل ماشي ازاي.
عبد الرحمن:روح يابني ربنا معاك.
ذهب يزيد لمباشرة أعماله المتعطله و عقله مشغول كيف ستكون حياته مع حنين هو علي علم بغصبها علي القبول بهذه الزيجة وعدم تقبلها اياه إطلاقاً فهو بالنسبه لها مجرد أخ زوجها الذي اجبروها علي الزواج منه بأبشع الصور فهي محقه ولها كل الحق في رفضه وعدم تقبله اطلاقاً
ومن جهه أخري هو متوجس من ما تخطط له روان فهي منذ علمها بأن العائلة تخطط لزواج يزيد من حنين وانفعالها وهي في منزل عائلتها فهو لابد ان يكون حازم حتي يستطيع الامساك بزمام الأمور والسيطرة عليهم واخذ يتذكر ما فعلته روان قبل ذهابها فهي من المؤكد انا ترتب لشئ ما فصمتها هذا مقلق جداً فيا تري ما الذي ترتب له .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق