في منزل حنين
كانت العائلة مجتمعه مساءاً يحتسون اكواب الشاي الساخنه ويشاهدون التلفاز ولكن كل واحد منهم في عالم بعيييد جداً عن الأخر فحنين تستعيد ذكرياتها هي ومروان واصابعها تداعب شعر ابنتهم الغافيه بجانبها ومروان يتحدث مع حنين عبر إحدي التطبيقات الخاصه بالمراسلة اما سلوي فكانت تحيك إحدي الجوارب الصوفيه لروفي وأخيراً صلاح الذي كان يفكر في طريقة جيده لاقناع حنين بالزواج مره أخري فهو بعلم كم هي عنيده ولكنه كأي أب خائف بشده من الموت وتركها وحيده تصارع مصاعب الحياه هي وابنتها وفجأه التمعت عينيه لقد وجدها الطريقه الصحيحة لاقناع حنين بل بالأصح إجبارها هي ابنتها فقام بإطفاء التلفاز وحمحم فانتبهو له.
صلاح بجديه:انا عايز اقولكم حاجه مهمه خاصه بحنين.
حنين باستنكار:بخصوصي انا خير يابابا.
صلاح:أدهم قوم دخل روفي أوضتها.
أدهم وهو ينهض:حاضر يابابا.
صلاح:الحاج عبد الرحمن كلمني في موضوع مهم.
قالي انهم عاداتهم ماتسمحش لهم ان بنتهم تتربي بعيد عن أهلها.
حنين بجنون:يعني ايه الكلام ده عايزين يحرموني من بنتي دا بعدهم نجوم السما اقربلهم من انهم يلمسوا شعره واحده من بنتي انت يابابا ازاي تسكت لهم محدش هياخد بنتي مني لأ.
سلوي وصلاح :اهدي يابنتي محدش يقدر ياخد بنتك منك اهدي.
حنين ببكاء:امال معني كلامك ده ايه يابابا.
صلاح:عبد الرحمن طلب ايدك للجواز من ابنه يزيد.
حنين بصدمه وذهول:ايه انا مش ممكن اتجوز بعد مروان انا هعيش علي ذكرياتنا الحلوه و هعيش عشان أربي بنتي.
صلاح وهو يشعر بالذنب حتي انه أوشك علي التراجع ولكنه حسم أمره فهو يريد الخير لها والاطمئنان عليها وعلي ابنتها من بعده ويزيد شخص جيد ومناسب لظروفها فهو أولي وأرحم بإبنة اخيه.
صلاح:خلاص بلاش تتجوزيه بس مين هيمنعهم لو اخدوا بنتهم.
حنين :محدش هيقدر ياخد بنتي مني هرفع عليهم قضايا والمحكمه اكيد هتحكملي.
صلاح وقد صدم من ردها:تمام ارفعي عليهم قضايا وأقفي قدامهم في المحاكم وسوئ صورة أهل مروان وجرجريهم في المحاكم. بصي يابنتي فكري براحتك وفكري في بنتك ومستقبلها وانها محتاجه لأب.
وتركها الجميع وذهبو الي غرفهم وهي ظلت فتره تبكي ثم اتجهت الي غرفتها واستلقت بجانب ابنتها تضمها لأحضانها بشدة ثم نامت من شدة البكاء.
بعد مرور شهر
في منزل الحاج عبد الرحمن
عبد الرحمن بتسأل:كلمت الاستاذ صلاح يا ابني ولا لأ.
يزيد بإقتضاب:كلمته يا حاج وقالي لسه بتفكر.
عبد الرحمن:طب كلمه تاني وخليه يستعجلها.
يزيد بتهجم:حاضر يا حاج.
وبالفعل اتصل يزيد بأدهم فهم قد أصبحوا أصدقاء وسأله عن حنين وعن رأيها فأخبره انه سيأتيه الرد مساءاً.
عند حنين
سلوي:ايه يا حنين وبعدين معاكي هتفضلي حابسة نفسك كده كتير.
حنين بدموع:هعمل ايه يا ماما يعني .
سلوي:انا عارفة انك متضايقه وزعلانه من أبوكي عشان عايزك توافقي بس يابنتي احنا عايزين الخير ليكي احنا مش هنعيش لك كتير وعايزين نطمن عليكي انتي بقيتي أم اكيد حاسه بالي انا بقوله دلوقتي ويابنتي كلام الناس مابيرحمش ويزيد راجل ونعم واحنا عارفينه هو أولي ببنت أخوه.
حنين بتوسل: ياماما الله يخليك ماتجبرونيش مش قادره اتخيل نفسي مع واحد غير مروان وبالذات أخوه.
سلوي: ياحبيبتي احنا مش بنجبرك علي حاجة بس ماتنسيش انهم ممكن ياخدو بنتك وانت عارفة انهم يقدروا على كده .
حنين وقد دخلت بنوبة بكاء :ياماما مش هقدر مش متصورة اصلاً اني أحب غير مروان أو اني انام في حضن حد غيره دا كان كل حياتي حبيبي وزوجي واخويا مش هقدر ياماما صدقيني غصب عني مش هقدر.
سلوي وهي تحتضنها:بس يا حبيبتي بس ما تحرقيش قلبي عليكي وأديكي قلتي بنفسك كان يعني راح ومش هيرجع فكري ياحبيبتي انت عارفه انا احنا مش عايزين غير مصلحتك.
حنين وهي تتنهد بقهر وحزن:حاضر يا ماما هفكر.
سلوي:بس يا حبيبتي قبل ماتفكري حطي مصير بنتك قدامك.
وتركتها وذهبت الي غرفتها.
صلاح:ها يا سلوي ايه الي حصل.
سلوي:والله قطعت قلبي حالها يصعب علي الكافر.
صلاح:لا حول ولاقوة الا بالله حاولي تقنعيها هما مصرين اما الجواز واما البنت.
سلوي:ربنا يقدم الي فيه الخير .
في المساء
ذهبت حنين حيث غرفة والدها ودخلت بعد ما سمعت صوت والدها يأذن لها بالدخول.
صلاح : تعالي يا حبيبتي.
حنين بجمود:انا موافقة اني اتجوز يزيد.
القت جملتها وذهبت مسرعة الي غرفتها تحتمي بها ثم ألقت نفسها علي الفراش تبكي بشده وتنادي مروان.
حنين ببكاء: ليه سبتني يا مروان ليه يا حبيبي سبتني لوحدي ليه انا محتحالك قوي يا مروان قوي.
وظلت تبكي الي ان غلبها النعاس علي جانب أخر كان صلاح قد اخبر يزيد بموافقة حنين واتفق معه علي الحضور لكتب الكتاب.
وبالفعل حضر يزيد ووالده من أجل كتب الكتاب وتم كل شئ بسرعة البرق وكانت حنين تشعر ان هذا مجرد حلم لا بل كابوس شديد السوء وتتمني ان تستيقظ منه سريعاً لاتصدق انها وافقت علي الزواج برجل آخر غير حبيبها هل مضت بيدها علي حكم إعدامها هل نطق لسانها بالقبول لا لا هذا مجرد كابوس أجل هذا مجرد كابوس. وكان وجعها الأكبر حين قام المأذون باستدعائها ليحصل علي موافقتها على هذه الزيجه .
أدهم وهو يدخل غرفتها: حنين يلا يا حبيبتي المأذون طالبك عشان ياخد موافقتك.
حنين وهي تنظر إليه والنوع تغرق خديها:حاضر يلا.
اصطحب أدهم حنين إلي الغرفه التي يتواجد بها المأذون وكانت تمشي كمن تذهب لتنفيذ حكم الاعدام.وتوقفت عند باب الغرفه رافضة الدخول.
أدهم:يلا يا حبيبتي ادخلي.
نظرت إليه نظرة مليئه باللوم والعتاب ودخلت الي الغرفه هسألها المأذون :هل تقبلين ب يزيد الراوي زوجاً لكي.
حنين ظلت صامته لم تجب.
المأذون باستغراب:ايه يابنتي انتي موافقه تتجوزي يزيد الراوي.
حنين ظلت صامته مده قصيرة وهي تتذكر نفس الموقف ونفس الغرفه ولكنها كانت حينها تتزوج حبيبها مروان ثم استجمعت شتات نفسها وأجابت:ايوه موافقه.
المأذون بشك:حد غصبك يابنتي قولي متخافيش.
حنين:لأ محدش غصبني انا موافقه بإرادتي.
المأذون :علي خيرة الله امسك أيده يا أستاذ صلاح وقول ورايا.
الي هنا ولم تستطيع حنين التحمل وخرجت راكضه إلي غرفتها وألقت نفسها على سريرها ودفنت وجهها في وسادتها وظلت تبكي بحرقة وتنادي حبيبها مروان وتعاتبه علي تركها وحيدة.
وبعد الانتهاء من كتب الكتاب طلب يزيد أن يجلس مع حنين فذهب أدهم ليستدعيها.
أدهم:حنين قومي يا حبيبتي جوزك عايز يقعد معاكي
حنين بصراخ :مش عايزة اشوف حد .
أدهم:وطي صوتك يا حنين الراجل قاعد بره اقول ايه قومي يابنتي ربنا يهديكِ.
حنين مش هقابل حد سيبوني في حالي.
خرج أدهم وهو محرج بشدة من يزيد ولكنه خرج ولم يجد يزيد في الغرفه فمن المؤكد أنه سمع حنين وانصرف كي لايتسبب بإحراج لأحد.
ومر اسبوع بعد كتب الكتاب وكانت حنين ترفض بشده مكالمة يزيد او الجلوس معه و مقابلته عند قدومه لزيارتها خلال الأيام الفائته فقد عاد والده الي البلده عقب كتب الكتاب وجلس يزيد ينتظر استعداد حنين حتي يعود بها.
سلوي:مش معقول عمايل البنت دي دا مش أسلوب خالص.
أدهم باستغراب: عمايل ايه ياماما.
سلوي :الراجل كل يوم يطلب يكلمها وهي ترفض وكمان يجي لحد عندنا بدل المره اتنين وترفض تقابله انا كنت هموت من الاحراج منه.
صلاح:هو اكيد مجهز نفسه لرفضها له هو عارف انها مغصوبه وماكنتش عايزه الجوازه دي.
سلوي:ربنا يهديكي يا حنين.
الجميع:اللهم آمين.
....................... .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق