السبت، 2 أكتوبر 2021

رواية غرام يزيد الفصل العاشر

 


عوده الي الحاضر


استفاقت حنين من شرودها علي يد ابنتها وهي تمسح دموعها السائله علي وجنتيها فضمتها حنين الي صدرها بقوه تكاد تهشم عظامها الصغيره تشم بها رائحة حبيبها الراحل كم اشتاقت له ولأمانها بين احضانه واغمضت عيونها لتذرف دموعاً أكثر فلو مضي علي عمرها عمراً لن تتوقف عن البكاء والحزن علي حبيبها ووالد طفلتها وتنظر إليها ما ذنبها لتحرم من رؤية والدها وحنانه وأخذت تتأملها في صمت حتي قاطع صمتها صوت ابنتها.

روفي بعبوث:مامي مامي يلا هنتأخر علي الفطار زمان خالو خلص علي كل الأكل. 

ابتسمت حنين من بين دموعها:عيب كده ياروفي  ينفع نقول الكلام ده علي الكبار 

روفي وهي تهز رأسها نافية:سوري يا مامي أخر مره.

حنين :خلاص يا حبيبتي بس ماتتكررش تاني يلا نروح نفطر. 

وذهبت مع ابنتها لتناول الافطار فهي معتاده علي إطعامها بيدها وأثناء تناول الطعام قال أدهم موجهاً كلامه لحنين. 

أدهم:حنين لارا كلمتني وبتقول بترن عليكي بقالها كتير وانتي مبترديش. 

حنين بإبتسامه هادئه:حاضر هافطر روفي واكلمها  ثم أردفت بإبتسامه مبرووك يا حبيبي. 

أدهم بحماس:الله يبارك فيكي يا حبيبتي انا والله مش مصدق نفسي انا فرحان أوي. 

سلوي بحنان: ربنا يسعدك يا حبيبي ويطمني عليكم.

انتهت حنين من اطعام ابنتها وذهبت لترتدي ملابسها كي تذهب الي لارا لتساعدها في تجهيزات حفل خطبتها من أخيها أدهم لعلها تشغل نفسها قليلاً عن التفكير في الماضي .

حنين بإبتسامه هادئه :ازيك يا طنط .

غادة بود وهي تقبلها وتحتضنها:ازيك يا حبيبتي إتفضلي .

حنين بتسأل:امال فين لولو اكيد هتموتني.

جاءها الرد من خلفها: انتي بتقولي فيها انا هموتك مخنوقه.

حنين وهي تتصنع الخوف:يا مامي دي عروسه دي فين الرقه والكسوف.

غادة بضحك: انا مليش دماغ ليكم انا هروح اشوف ورايا ايه واسيبكم مع بعض وسابتهم وخرجت.

لارا لحنين:اه يا نونا انا حاسه اني طايرة انا فرحانه أووي.

حنين:ربنا يسعدكم وتفضلوا فرحانين وسعدا علي طول.

لارا بإشفاق وحزن علي صديقتها:حبيبتي يا نونا ربنا يسعدك ويقدملك الي فيه الخير.

ثم حاولت تغير الموضوع

لارا:يلا بينا ورانا حاجات كتير.

وذهبت الي غرفة لارا ليستعدو للذهاب الي مركز التجميل .


علي جهه أخري في منزل عائلة الراوي قال الحاج عبد الرحمن:الأستاذ صلاح حما مروان الله يرحمه كلمني ودعاني علي خطوبة ابنه أدهم النهارده .

ساميه :ايوه نروح والنبي يا حاج انا روفي وحشاني أوي بقالي كتير مشوفتهاش.

عبد الرحمن:ومين سمعك يا حاجه البت وحشيتني أوي دا انا لما بشوفها بشوف مروان الله يرحمه فيها.

يزيد بحزن علي أخيه :خلاص انا هروح المزرعه ساعة اخلص الشغل الي هناك تكونوا جهزتم وهوديكم تحضر الخطوبه وتطمنو علي بنت مروان .

عبد الرحمن:ها يايزيد مش ناوي تفاتحهم في الي اتفقنا عليه.

يزيد وهو يهم بالخروج:بعدين يا حاج بعدين .


وذهب يزيد الي عمله و أنهاه سريعاً ثم عاد إلي منزله ليأخذ أبيه وأمه وأخته ويسافر الي القاهره.


في إحدى القاعات الراقية يجلس الجميع في انتظار قدوم أدهم و لارا وبعد قليل دخلت من باب الحفل حنين تحمل ابنتها التي كانت ترتدي فستان من اللون الوردي بينما ترتدي حنين فستان بسيط من اللون الاسود فهي ما زالت ترتدي الأسود علي مروان ووجهها خالي من كل مساحيق التجميل ورغم ذلك كانت جميله ورقيقه وبعدها دخل أدهم ولارا وسط الموسيقي الصاخبه وبدأت الحفله وسط فرحة الجميع وفي منتصف الحفل وصل الحاج عبد الرحمن وعائلته فتقدم صلاح لاستقبالهم ودعاهم للجلوس بعد ترحيب شديد فوقفت سلوي وحنين للترحيب بهم أيضاً وحنين تتذكر مروان و يخيل إليها أنه سيدخل خلفهم فهي قد اشتاقت إليه بشده وظلت شارده في مدخل القاعه حتي استفاقت من شرودها علي صوت والدتها ترحب بهم..

سلوي:ازيكم يا جماعه نورتونا والله .

ساميه بود:دا نورك يا حبيبتي 

حنين:ازيك يا ماما ازيك يا بابا وحشتوني أووي.

ساميه وهي تحتضنها:انتي الي وحشتيني يا حبيبتي و روفي وحشتني خالص في فين 

حنين بحب:هناك مع أدهم هجبهالكم أهو. 

ثم التفت إلي هبه تحتضنها بشده فقد اشتاقت لها كثيراً وألقت سلاماً عابراً علي يزيد وذهبت كي تجلب لهم روفي غير منتبهه عن أعين يزيد التي تراقبها بتفحص واستغراب فهو أول مرة ينظر لها بإمعان وقد شعر بشعور غريب لا يعرف مصدره وبعد قليل وجدها

عائده وهي تحمل نسخة مصغرة منها .

حنين:روفي تعرفي مين دول.

روفي :أيوه يا مامي انا سوفت صورهم.

ساميه بدموع:انا مين يا حبيبتي انتي تعرفيني 

روفي :انتي تيتة سامية الماما بتاعت بابي مروان وانته جدو عبد الرحمن وانتي عمتو هبه بس كده.

أخذتها ساميه بين ذراعيها تحتضنها بشده وظلت متعلقه بها مده طويلة حتي قاطعها عبد الرحمن خلاص بأه انا كمان عايز أحضنها وظل يمازحونها ويلاعبونها فهي أغلي ذكري من مروان.

وفجأة قال يزيد :ايه ياروفي  انتي مش عارفاني ولا ايه.

روفي بتفكير:لأ لإن اصلا أصلاً مفيش صوره ليك.

يزيد بحنيه:انا ابقي أخو بابا مروان.

ابتسمت له روفي ولكن جذبتها ساميه الي أحضانها وأخذت تتحدث معها إلي أن انتهي حفل الخطوبه وأصر صلاح عليهم للمبيت في منزله هذه الليله وتحت إصراره الشديد اظطروا للموافقه وبعد تناول الطعام جلس يتحدثون وقد أعربت سلوي عن استياءها الشديد وحزنها من حالة الانطواء والحزن التي تحيط بها حنين نفسها وعن رفضها لجميع من تقدموا لها فهي جميله ومازالت صغيرة تستحق الحياه بسعاده مره أخري وهذا ما أشعر يزيد بالغضب والصغيره واضطر انا يستأذن للنوم واصطحبه أدهم إلي غرفته لينامو فيها سويا هذه الليله. ولكن مازاد الطين بله هو مكالمة آنس صديق أدهم.

آنس:ازيك يا عريس عامل ايه.

أدهم:الحمد لله ازيك يا أنس عقبالك يارب.

آنس بخبث:يارب يسمع منك ربنا.

أدهم:يارب ايه شكل فيه حد جديد.

آنس :اممم بصراحه اه وده الي بكلمك عشانه.

أدهم باستغراب:بتكلمني انا عشانه مش فاهم.

آنس :انا عايز ميعاد اتقدم فيه لحنين أختك 

أدهم بصدمه:انا أسف يا آنس بس حنين مش بتفكر في الجواز دلوقتي دي لسه ماتجاوزتش صدمة موت مروان فأي كلام دلوقتي هيكون مرفوض .

آنس:قصدك اني مرفوض من قبل مااعرف.

أدهم بإحراج:انا أسف يا أنس بس انا بحاول أجنبك أي إحراج.

آنس:ماشي يا صاحبي بس لو حسيت بأي قبول منها نحية الجواز مرة تانية ياريت تقولي.

أدهم :إن شاء الله يا صاحبي هو انا هلاقي أحسن منك.

آنس:ماتحرمش منك يارب هسيبك تنام بأه.

أدهم:تصبح علي خير.

آنس:وانت من أهله.


أغلق أدهم الهاتف وخالد للنوم غافلا عن الذي يتمدد بجواره وعيناه كالدم من الغضب يود لو أن هذا الآنس أمامه ليبرحه ضرباً حتي يعجز عن الكلام مره أخري ولكن بعد فترة  من التفكير ظهرت علي وجهه علامات التصميم والعزيمة كما لو أنه استقر علي شئ غير قابل للتغيير ثم اغلق عيناه و ذهب في ثبات عميق فيا تري مالذي عزم يزيد عليه وصمم علي البوح به.

...............................






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رواية عشق آسر الفصل الثالث و العشرون .

  لم تستطيع رنا أن تحتمل هذا الكلام الذي وجهته لها هذه الخادمه الحقيرة فرفعت يدها عاليا ثم هبطت بها علي وجه سمر التي قدمت من فعلتها و اتسعت ...