في بهو المنزل كان يزيد جالس مع هبه هناك و مازالوا يضحكون على حنين وأخذت هبه تتحدث مع يزيد الذي لم يكن معها بل كان شارداً في تلك الفراشة التي كانت بين يديه منذ قليل ومازال عطرها عالقاً في أنفه ونعومة يديها الدافئة حول عنقه ولكنه انتبه من شروده علي صوت أخته .
هبه: يزيد يزيد الي واكل عقلك يا حبيبي يتهني بيه نحن هنا.
يزيد بارتباك:ها معلش اصل انا تعبان انتي عارفه الشغل بأه وكده .
هبه:خلاص يا حبيبي قوم ريح وانا قاعده اهو يعني هروح فين.
يزيد وهي يهم بالنهوض:يلا روحي نامي انت كمان تصبحي علي خير.
هبه وهي تنهض هي الأخري:وانت من اهل الخير.
صعد يزيد إلي غرفته فوجد روفي نائمة بعمق وحنين جالسه بجواره ولكنها شاردة فظن أنها مازالت محرجه من موقف الذي صار في الاسفل ولكنه قام بالدخول الي الحمام وتبديل ثيابه والخروج وهي مازالت علي نفس وضعها فهي لم تنتبه إليه حتي فقام بالنداء عليها
يزيد :حنين.
حنين بحب:مروان حبيبي جيت امته.
ولكنها تجمدت مكانها عندما رأت يزيد واقف أمامها وعينيه تطلق شرارات حادة ونظرات غاضبه فهي لم تنتبه له متي دخل الي الغرفه
ظل ينظر لها فترة طويله بنفس النظرة الغاضبه ثم دلف مرة أخري إلي الحمام واغلق الباب بقوة خلفه.هتنهدت براحه عندما ذهب من أمامها وفي أقل من ثانيه كانت قد تدثرت بغطائها واغمضت عينها سريعاً.
عند يزيد فقد كان جالس علي طرف البانيو لا يعلم سر غضبه والتيارات التي اشتعلت بجسده عندما ذكرت اسم مروان. ولكنه حاول تهدئة نفسه وخرج من الحمام فوجدها نائمة فاستلقي بجوار روفي وذهب هو الآخر في ثبات عميق .
وفي صباح اليوم التالي
استيقظ يزيد مبكراً وظل ينظر إلى حنين النائمه وأخذ يحدث نفسه:معقول لسه متعلقه ب مروان للدرجه دي هو طبيعي يكون في بالها علي طول والي سمعه من هبه أنها حبيته أوي بس ده فات علي موته حوالي ٤سنين يعني فترة كبيرة المفروض انها تكون اتعودت والمفروض ما تجبش سيرته قدامي وتحترم اني جوزها دلوقتي وهو كان اخويا بردوا (..ثم أردف بسخريه). يعني هتتوقع ايه يايزيد من بنت البندر انت الي تهاونت معاها لازم تشد عليها والي هتسوق فيها.
وتنهد بغضب و هو ينهض من السرير وذهب إلي الحمام وخرج بعد فتره وهو يجفف شعره وجهه بالمنشفه ونظر لها بطرف عينيه فوجدها تدعي النوم فناداها بحده:حنين حنين.
ولكنها لم ترد عليها مما زاد غضبه منها.
فذهب إليها وناداها بصوت مرتفع:انتي .
فنهضت من نومها وردت عليه بعصبية :عايز ايه خلصني.
يزيد وقد احمرت عيناه مش شدة الغضب: عيدي الي قولتيه ده تاني كده يابنت الاصول يا متربيه.
حنين وقد أشعل فتيل غضبها:بنت أصول ومتربيه غصب عنك .
يزيد بغضب وقد فقد السيطرة على نفسه تماماً فأمسكها من يدها يهزها بشده:لأ قليلة الادب لما تبقي مع جوزك وتناديه باسم راجل تاني تبقي قليلة الادب ولما جوزك ينادي عليكي وانت مترديش تبقي بردو قليلة الادب ولما تتكلمي معاه بأسلوبك ده تبقي قليلة الادب فوقي كده واعرفي ازاي تتكلمي وتاخدي بالك من كلامك وانسي الدلع بتاعك ده انا مش مروان هستحملك ولا هكون خاتم بصباعك.
حنين بشرود:مروان........
يزيد بغضب شديد عندما لاحظ شرودها مرة أخري والذي كان علي يقين تام أنه بمروان
فأردف بعصبية وهو يهزها من يدها :مش انا بكلمك.
لقد تمادت جداً وعند هذا لم يستطع يزيد تمالك ومن دون تفكير وكان علي وشك صفعها ولكنه تحكم بنفسه بصعوبه وضرب الحائط بجوارها لقد كان متأكد انها شارده بمروان في هذا الوقت شعر بغيره شديدة نعم لقد كان أخاه ولكنه توفي وهي الآن زوجته ويجب انا تراعي هذا و وعندما التفت اليه وجدها متسعة العينان تحمي وجهها بيدها لقد ظنت انه سيصفعها ود في هذه اللحظه ان يجذبها الي أحضانه كي يطيب خاطرها ويهدئ من روعها ولكنه في النهايه يزيد لن يرضخ لرغبته ولو علي موته وهي يجب انوتعلم ان ما تفوهة به خطأ كبير.ثم اكمل كلامه:بصي يابنت الناس انا مفيش عندي خلق لدلعك ده ولازم تعرفي ازاي تتكلمي معايا يشهد ربي اني مسكت نفسي عنك كتير وده مش طبعي بس خلاص من انهاردة كله بحسابه. ثم اكمل بصراخ:فاهمه.
أخذ ينظر إليها عدة ثواني وهي تبكي بحرقه فخرج مسرعاً قبل ان يضعف امام دموعها اما هي فظلت علي وضعها هذا مده كبيرة الي ان سمعت دقات علي الباب وهبه تناديها فسمحت لها بالدخول بصوت مخنوق من شدة البكاء.
هبه :ايه يابنتي كل ده نوم انا مستني......... لم تكمل هبه جملتها بسبب صدمتها من منظر حنين فذهبت مسرعة إليها وجلست بجوارها تجذبها الي أحضانها.
هبه بحزن:يا حبيبتي ايه الي عمل فيكي كده حقك عليا .
وأخذت تهدئها وتقبل رأسها وتعتذر لها وهي مازالت كما هي جالسه بجوار الفراش تضم ركبتيها لصدرها ودموعها تسيل بغزارة علي خديها مكتفيه بصمتها ودموعها فقد علمت انها تجاوزت الحدود.
انتهي اليوم هذا اليوم الكارثي ومرت بعده عدة أيام وحنين ملازمة لغرفتها لم تتركها ابداً وأكثر ما يريحها هو سفر يزيد فهو لم يعد الي المنزل منذ هذه الليله فقد أخبرتها أنه سافر لإتمام بعد الأعمال ولكن هبه لم تتركها ابداً وكانت تجلس معها كي لا تشعر بالوحده و كانت احياناً تنام معها في غرفتها عندما تكون خائفه بعد ان يشاهدون احد افلام الرعب .
هبه وهي تدق الباب وتدخل رأسها من الباب:نونا عامله ايه النهاردة.
حنين بابتسامة: الحمد لله . واكملت وهي تشير لها علي خدها:حتي شوفي التورم راح .
هبه بأسف:حنين انا أسفه علي تصرف يزيد والله انا محروجه منك خالص يزيد اه عصبي بس عمره ما فقد اعصابه كده علي حد انا مستغربه ايه الي حصل.
حنين وهي تضع يدها فوق يد هبه:متقوليش كده يا هبه انتي ذنبك ايه وبعدين انا الي غلطانه
هبه بفضول:بس ايه السبب الي يوصل يزيد لكده.
حنين وقد خفضت عينيها:معلش يا هبه احب احتفظ بالسبب ده لنفسي.
جلست هبه وحنين يتحدثون ويلعبون مع روفي وذهبت هبه وأحضرت الطعام الي الغرفة وبعد الانتهاء جلسوا يتحدثون مرة أخرى واندمجوا في الحكايات والضحك قاطعهم صوته معلن عن حضوره .
يزيد:السلام عليكم.
هبه وحنين:عليكم السلام.
هبه :حمد لله علي سلامتك يا يزيد.
يزيد وهو يحاوطها بزراعه: الله يسلمك يا ورده بيتنا عامله ايه.
وجلس يتحدث هو و هبه وحنين متجاهله وجوده وذهبت تلملم العاب روفي المتناثرة في كل مكان و لكن احزنتها هبه عندما استئذنت للذهاب حتي يستطيع أخيها أن يستريح.
هبه :طب انا همشي بأه عشان تاخدوا راحتكم.
حنين:علي فين يابنتي ماتخليكي شويه.
هبه بحرج:لأ معلش بأه مره تانيه عشان يزيد يريح شويه.
وتركتها وذهبت مسرعه ولم تعطيها فرصه للحديث مره ثانيه.
أما يزيد فقد ذهب ليتحمم و عندما خرج وجد ثيابه موضوعه علي الفراش فلم يرتديها وذهب الي الدولاب واخرج غيرها متجاهلاً حنين تماماً
ثم ذهب الي الفراش واستلقي عليه موليها ظهره .
فاقتربت منه وحركت كتفه فهي تعلم جيداً انها اخطأت معه في الحديث فحاولت جذب الكلام معه .
حنين:يزيد يزيد مش هتاكل.
يزيد بإقتضاب:لأ شكراً اكلت وبعدين معتيش تشغلي نفسك بأي حاجه تخصني بعد كده اقعدي انت اسرحي في الماضي براحتك.
حنين بدموع:يزيد انا أسفه والله انا مش عارفه قلت الكلام ده ازاي انا عارفه ان انا غلطانه وانا اهو بعتذر علي غلطي .
يزيد وقد ضعف اما رجائها وصوتها المختنق:انا هعدي الموقف ده وهنساه اكنه ما حصلش بس لازم تعرفي انك اما تفكري في راجل تاني غير جوزك دي خيانه ومفيش حد يقبل كده علي كرامته حتي لو كان أخوه ويشهد ربي اني مسكت نفسي عنك بالعافيه واني بحاول اصبر عليكي عل قد ما اقدر وده عكس طباعي فلو سمحتي الي حصل معدتش يتكرر وحاولي متسفزنيش لاني في عصبيتي مابعرفش حد وعصبيتي دي مش هتأذي حد غيرك تصبحي علي خير.
ثم اعطاها ظهره وذهب في نوم عميق تاركها شارده في كلامه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق