بعد منتصف الليل:
استيقظت حنين من نومها تشعر بجوع شديد فتحركت ببطء من بين احضان مروان حتي لا يستيقظ من نومه فقد كان متشبث بها بقوة كأنها سوف تهرب منه واخيراً وبعد مجهود استطاعت ان تفلت من بين يديه والتفت تنظر إليه بحب ثم طبعت قبلة علي جبهته واخذت تبحث عن اي شئ تأكله فلم تجد شئ فتنهدت بقلة حيله وقررت ان تذهب الي المطبخ لتبحث عن اي شئ تأكله فهي لا تستطيع الانتظار من شدة الجوع التي تشعر به ولكنها ايضا تشعر بإحراج شديد وظلت جالسه علي احد المقاعد التي بغرفتها متردده وفي النهايه استسلمت لنداء معدتها وقررت الذهاب لتناول الطعام وقبل ان تصل لباب الغرفه توقفت فجأه تنظر الي ثيابها فكانت ترتدي إحدي البدلات الرياضيه من اللون الوردي.
حنين في نفسها:انا هنزل كده افرض حد شافني هيقول ايه؟ بس الوقت متأخر واكيد الكل نايم وبعدين الهدوم لسه في الشنط.
حسمت حنين امرها وفتحت جزء من باب الغرفه تتأكد من عدم وجود أحد وعندما وجدت المنزل ساكن ذهبت الي المطبخ وأخذت تسخن بعد الطعام ثم وضعته في طبق وجلست علي طاولة المطبخ تتناول الطعام في هدوء وبعد قليل كانت حنين قد انهت طعامها ووقفت تغسل يدها وفجأة شعرت بشئ ناعم يلتف حول قدمها فاتسعت عيناها ونظرت برعب الي قدميها فوجدتها قطه صغيره فصرخت من الخضه وذهبت تجري الي غرفتها تدفن نفسها بين احضان مروان لعلها تهدء قليلاً فهي تخاف من القطط بشده وعندما نزلت لتناول الطعام كانت خائفه بشده بسبب اتساع المنزل وخلوه من اي أحد في هذا الوقت و اتت هذه القطه لتكمل عليها ولكنها لم تلاحظ انها كانت ترتجف بقوة بين يدي مروان مما جعله يستيقظ وهو خائف عليها بشده.
مروان:حنين حبيبتي مالك انتي تعبانه ولا حاجه.
حنين وهب علي وشك البكاء:انا كنت جعانه ونزلت اكل تحت وبعد ما خلصت وقفت ا غسل ايدي و فجأه في قطة جت جمب رجلي وانا بخاف من القطط أوي.
ظل مروان صامتاً فترة قبل ان ينفجر من الضحك علي هذه الطفله الصغيره مما جعلها تغضب.
حنين بزعل:انت بتضحك عليا يا مروان دا انا كنت هموت من الخوف.
مروان وهو يقبل راسها:راسها:خلاص يا حبيبتي متخافيش انت خلاص في حضني يلا ننام .
حنين وقد بدأت تشعر في الامان:يلا.
فضمها مروان اليه بقوة و ذهبوا الي النوم.
في غرفة يزيد.
عاد يزيد من عمله وهو يشعر بصداع فظيع فقرر ايقاظ زوجته روان تأتيه بمسكن .
يزيد وهو يحاول ان يوقظها:روان روان.
روان بضيق: امممم ايه يا يزيد.
يزيد بحذم:رواااان.
روان بخضه :نعم نعم صحيت اهو.
يزيد :قومي اعمليلي شاي وهاتيلي حبايه للصداع.
روان بتأفف:حاضر.
أحضرت روان الشاي وقرص المسكن الي يزيد فأخذ المسكن ثم جلس يتناول كوب الشاي .
روان:هو اخوك فيقعد هنا كتير.
يزيد بصرامه:بتسألي ليه يقعد براحته انتي ناسيه ان ده بيته زي ماهو بيتي .
روان بتوتر:لأ مش القصد انا بسأل بس.
يزيد: نامي انتي انا هشرب الشاي وانام.
سكتت روان وهي تشعر بسخط تجاه برود يزيد معها فهو صارم بشده عكس مروان وتنهدت وهي تتذكر كيف يعامل مروان بنت البندر كما تتطلق عليها وأخذت تتذكر غيرتها عندما رأتها فكانت جميله بشده وكيف كانت النساء تمدح في جمالها وكيف كانت هبه والحاجه ساميه يهتمون بها ويعملون علي راحتها وهما لا يطيقون الجلوس معها ولا محادثتها وتنهدت وهي تدعو ان تعود سريعا إلي أهلها فهي تظن ان مروان سوف يطلقها عندما يمل منها. ثم نظرت الي يزيد فوجدته نائم فسحبت الغطاء وذهبت هي الأخري في النوم.
في صباح اليوم التالي
استيقظت حنين فنظرت حولها باستغراب تتسأل أين هي ثم تذكرت انها في بيت أهل مروان ثم تذكرت موقف البارحه يالها من بدايه مبشره ثم نظرت إلي مروان فوجدته مازال نائم بعمق فقبلته ودلفت الي المرحاض وارتدت ثيابها المكونه من جلباب من اللون الزهري مزين من الصدر والاكمام وارتدت حجاب من اللون الأوف وايت ومكياج بسيط جدا ثم قررت النزول الي هبه والحاجه ساميه حتي يستيقظ مروان
خرجت من الغرفه وذهبت تبحث عن هبه والحاجه ساميه فأخبرتها إحدى الخادمات انهم في المطبخ فذهبت إليهم .
حنين بإبتسامه :صباح الخير.
التفت كلاً من هبه وساميه بإبتسامه واسعه:صباح النور .
هبه بمرح: الله الله علي الجمال والشياكه يا بختك يا عم مروان.
حنين:بس يارخمه متكسفنيش خليها تسكت ياماما الحاجه.
ساميه بحنان:بس ياهبه ما تضايقهاش ايه الي نزلك بدري كده يا بنتي وايه الي جايبك المطبخ اصلا اطلبي الي انتي عايزاه وامينه هتجبهولك لحد عندك.
حنين بمزاح:ايه يا ست ماما مش عايزاني اقعد معاكم ولا اساعدكم ولا إيه.
ساميه بإبتسامه حنون:هو انا اقدر دا انتي الغاليه مرات الغالي.
حنين و هي تقبل يدها:ربنا يخليكي لينا يارب..
و ذهبت الي هبه تساعدها في إعداد الطعام وقد علمت منها ان ساميه تصمم علي تحضير الطعام يوم الجمعه بيدها رغم وجود الخدم فجلست معهم تساعدهم وكان الجو يعلوه المرح والضحك علي كلام هبه واندماجا معاً كأنهم اصدقاء منذ الصغر.
وعندما اقترب موعد صلاة الجمعه صعدت حنين لتوقظ مروان .
حنين:مروان مروان اصحي ياحبيبي معقول كل ده نوم.
فوجئت حنين بيد تسحبها بقوة حتي اصطدمت بصدر مروان.
مروان:صباح الجمال ياروحي
حنين بخجل:بطل دلع يا مروان وقوم يلا ميعاد الصلاه قرب يدوب تجهز .
مروان وهو يقبل رأسها:طب جهزيلي هدومي.
حنين بحب:حاضر.
بعد عدة دقائق كان مروان في طريقه الي المسجد مع أخيه ووالده وكانت حنين مع هبه وساميه يحضرون السفره لان بيتهم كأغلب البيوت الريفيه فقد اعتادو عند الانتهاء من الصلاه لابد ان تكون طاولة الطعام جاهزه.
انتهت حنين وهبه من تحضير السفره وجلسو يتحدثون مع ساميه ويضحكون فدخلت عليهم الغرفه روان فهي لا تتنازل وتشغل يدها بأي شئ ولو كان بسيط فهي زوجة يزيد كبير العائله لاتخدم أحداُ ولكن الجميع يخدمها.
روان:بتضحكو عل ايه ضحكوني معاكم.
صمتت كل من حنين وهبه.
ساميه:اتأخرتي ليه ياروان متعرفيش ان انهارده الجمعه ولا إيه.
روان بتكبر:وأنا هنزل بدري اعمل ايه .
ساميه بعتاب:انتي عارفه اني بحب احنا الي نطبخ مش الخدم.
روان بدون اهتمام:بس انا مش بحب وبعدين دا شغل الخدم والبركه في هبه وحنين كفايه هما بيساعدوكي.
ثم وجهت الحديث لحنين التي كانت مغتاظه منها بشده ومن طريقة حديثها مع ساميه.
روان:عامله ايه يا حنين ان شالله تكوني مبسوطه هنا.
حنين بهدوء:الحمد لله مبسوطه خالص.
روان:غريبه مع ان العيشه هنا غير البندر خالص.
حنين:اي مكان ابقي فيه مع جوزي هكون مبسوطه فيه حتي لو صحرا.
روان بسخريه:انتي متجوزه بقالك اد ايه.
حنين:شهر ونص.
روان:مافيش حمل ولا حاجه.
أنصدم الجميع من سؤالها وتضايق الجميع بشده فهي قادره علي تعكير صفو اي جلسه او شئ سعيد كأنها تخشي عليهم من الفرح.
هبه بغضب:هي بتقولك بقالها شهر مش سنه.
حنين تحاول كتم غضبها:لسه ربنا مأمرش بس لو حصل صدقيني هتكوني أول واحده تعرف.
وبعد رد حنين تجاهلها الجميع وظلو يتحدثون دون إعارتها اي اهتمام مما جعلها تستشيط غصباً.
بعد قليل التف الجميع حول المائده يتناولون الطعام ولكن لاحظ مروان تغير حنين فمال عليها
مروان : مالك يا حبيبتي حد مزعلك ولا حاجه.
حنين بإبتسامه:لا ابداً يا حبيبي .
مروان:امال مش بتاكلي ليه.
حنين:انا باكل اهو يا حبيبي كل انته بتحرجني.
مروان بمداعبه: وانا بموت في خدودك الي بتبقي طماطم دي.
لم ترد عليه حنين التي احمرت من الاحراج وهو لم يستطيع ان يداري نظرة الحب التي تخصها عيناه بها غافلين عن الاعين التي تراقبهم من الحاقد ومنهم المعجب ومنهم السعيد بسعادتهم.
وبعد انتهاء الطعام ذهب مروان مع والده واخيه الي المزرعه وبقيت حنين مع هبه
هبه:اخلعي طرحتك بأه وخليكي براحتك هما مشيوا خلاص مش هيرجعوا الا بليل.
وبالفعل خلعت حنين الحجاب وخرجت هي وهبه يجلسون في شرفة المنزل وذهبت هبه لتحضر لهم مشروباً اما حنين فكانت تنظر الي حديقة المنزل بإعجاب شديد ولكنتا لاحظت سقوط عصفور صغير امام إحدي الأشجار الكبيرة فذهبت اليه بسرعه وجثت علي ركبتيها أمامه اخذت بين يديها وهي تحاول تحريك جناحيه حتي استطاع الطيران مره أخري في نفس التوقيت كان يزيد قد عاد من المزرعه لجلب بعد الاوراق المهمه ومعن الحارس ولكنه وجد فتاة جالسه اما احدي الاشجار بدون حجاب فظنها هبه فأمر الحارس بالخروج وانتظاره امام البوابه وتوجه اليها.
يزيد بغضب: انت يا هانم ازاي تطلعي بره من غير حجاب .
ولكنه لم يحصل علي رد ولكنه لاحظ تصنم جسدها من الخضه.
يزيد: هبه مش بتردي ليه اطرشيتي امشي ادخلي جوه وحسابنا بعدين ولكنه صدم عندما التفتت و رأي وجهها ..انتي مين؟!.
حنين بدموع:انا حنين مرات مروان.
يزيد بقسوه:وانتي ازاي يا هانم تخرجي بره بالمنظر ده انتي متعرفيش انك مش عايشه في البيت ده لوحدك وممكن حد من الخدم او الحرس يدخل فجأه اتفضلي علي أوضتك ومتتكررش تاني احنا معندناش الكلام الي انتي متعوده عليه ده وياريت تلتزمي بعادتنا لو ناويه تعيشي هنا مفهوم.
لم ترد حنين ولكن ذهبت راكضه الي غرفتها وهي تبكي بشده وتردد في نفسها كم هي تكره يزيد وزوجته روان لما يشعرونها بأنها عديمة الحياء ولكن لم تلاحظ هبه التي شاهدت الموقف ودخلت ورائها
هبه:حنين انا أسفه والله حقك عليا انا السبب.
حنين وهي تجفف دموعها: وانتي ذنبك ايه عشان تعتذري .
هبه وهي تمسح دموعها: خلاص بأه متزعليش.
حنين وهي تحاول الابتسام:خلاص والله مش زعلانه.
هبه :طب يلا نروح نتفرج علي التليفزيون.
حنين بابتسام:يلا.
اما عند يزيد فكان غاضب بشده
يزيد:الهانم ماشيه براحتها كأنها في أوضتها اهي من أول يوم بتكسر عاداتنا هستني ايه منها يعني واخذ أوراقه و عاد الي المزرعه مره أخري .
........................................... .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق