الاثنين، 18 أكتوبر 2021

رواية عشق آسر الفصل الثامن عشر.

 



في منزل عامر رشوان كان عامر يجلس في غرفة استقبال الضيوف و معه أحمد ينتظر ان يتكلم أحمد عن سبب مجيئة في هذه الزيارة المفاجأة فظل ينظر اليه بتساءل و استغراب من ارتباكه و توتره الواضح لعين الشمس و ما ان يأس من حديثه بدأ هو في الحديث.

عامر بتساءل:خير يا أحمد قلت لي انك عايزني في موضوع مهم.


أحمد بتوتر و ارتباك:اناااا انا يا عمي اصل .... .


عامر بصرامه:ايه يا بني ما تقول الي عايز تقوله علي طول من غير خوف او ارتباك.


أحمر بتسرع:انا عايز اطلر ايد سما بنت حضرتك.


ساد الصمت في المكان بعد جملة أحمد التي قالها بسرعه و هو يترقب رد عامر عليه التي ظل صامت و كان صمته حارق لأعصاب هذا المنتظر.


عامر بعد فترة كبيرة من الصمت: انا عايز اعرف ايه الي يخلي عندك امل اني ممكن أوافق علي طلبك ده.


أحمد بصدق:لأني بحب سما من زمان أووي دا انها تكون من نصيبي ده كل الي بتمناه دا بفضل طول الليل اصلي و ادعي ربنا انه يجمعنا .


عامر :بس انت راجل متجوز يا بني انا ايه الي يخليني اقبل ان اجوز بنتي لراجل هي مش هتكون أول واحده في حياته.


أحمد و هو يغمض عينيه:لأن انا يعتبر مش متجوز..... .


عامر باستغراب: ازاي يا بني هي فزورة.


أحمد بهدوء:اهدي يا عمي و انا هحكيلك كل حاجه بس لو سمحت الكلام ده ميخرجش من بينا .


عامر و قد زاد فضوله لسماع أحمد:قول يا بني انا سامعك.


أحمد بحزن:من سنه تقريباً كنت راجع من الشغل.......................................................... .


عامر في ذهول:لا إله الا الله طب هي ازاي تعمل كده بس الحمد لله ان الحقيقه ظهرت بس انت ليه لسه سايله علي زمتك لحد دلوقتي .


أحمد:متنساش ياعمر انها بنت عني يعني لحمي و دمي و اذا كانت سمعه ابوها هانت عليها فأنا مايهونش عليا اني افضح عمي و احط راسه في التراب فكان لازم ان ما اطلقهاش علي طول عشان كلام الناس و كده.


عامر بإعجاب:انت عارف انك كبرت في نظري أووي ربنا يحميك يا بني و انا اذا وافقت فهوافق عشان رجولتك و جدعنتك دي بس انا بنتؤ مش هتتجوز راجل متجوز واحده غيرها خلص مشكلتك براحتك و ابقي تعالي نتكلم تاني ساعتها انا الي هطلبك لبنتي.


أحمد بفرح و سعادة  :ان شاء الله هخلص الموضوع ده في اقرب وقت بعد اذنك يا عمي.

و خرج مسرعاً يكاد يطير من فرط السعاده التي يشعر بها و لكنه توقف فجأة و قلبه يدق بعنف كاد ان يصم أذنيه عندما لمحها تجلس في الحديقة تقرأ إحدي الروايات فظل يتأملها بحب و بعد عدة ثواني انتبهت له فنظرت له بصدمه لا تصدق انه أمامها هل تراه بالفعل كم اشتاقت للنظر في وجهه و الي كلامه المحبب الي قلبها و لكن فجأة ضمت حاجبيها و اختفت ابتسامتها و نظرت الي كتابها مره أخري اما هو فقد نظر لها بحزن علي ما وصل اليه حالهم و لكنه قال في نفسه: هانت خلاص و كل حاجه هترجع في مكانها المناسب.ثم اكمل طريقه الي الخارج.


اما سما فجلست علي كرسيها و هي تمسك بروايتها المفضله بين يديها و لكنها شارده في عالم أخر  تتذكر الماضي الذي كان بينهما فقد كانت تجمعهما قصة حب رائعه في يوم ما انتهت بخيانته لها فقد طعنها بقوة في قلبها حتي حكمه الي فتات .....


فلاش باك...


أحمد بحب و فرح: انا مش مصدق نفسي يا سما أخيراً استقريت في الشغل بعيد عن والدي و كمان مرتبي كويس و اقدر بيه افتح بيت أن شاء قريب هاجي انا عشان اطلبك من والدك ياااه يا سما مش مصدق أن هيجي يوم تبقي مراتي و يتقفل علينا باب واحد ده هيبقي أحلي يوم في حياتي.


سما بتوتر و ارتباك: انا خايفه اووي يا آسر خايفه بابا يعترض علي الجوازة انا مش هقدر استحمل انك تبعد عني .


أحمد بابتسامة عاشقه:متقلقيش يا حبيبتي انا عمري ما هيأس لو رفضني مره هتقدم عشرة و لو رفضني عشرة هتقدم ألف لحد ما يقتنع بيا دا أنت قلبي.


سما بخجل ممزوج بحب: انا كمان بحبك اووي يا أحمد أوعي تخذلني يا أحمد و الله أموت.


أحمد بلهفة:بعيد الشر عليكي يا عمري طب انا نسألك سؤال.


سما باستغراب:سؤال ايه.


أحمد بحب:انت عمرك شوفتي حد بيقدر يعيش من غير روحه.


سما:لأ.


أحمد و هو يقبل يدها: انت بقي روحي يبقي انا هعيش من غيرك ازاي.


ثم أمسك بيدها و أوصلها الي منزلها و ودعها بحب علي وعد اللقاء قريباً و لكن كانت هذه المقابله هي الأخيرة لهما و لحبهما فبعدها لم تستطيع الوصول إليه فأصبح لا يجيب علي مكالماتها حتي كادت أن تجن من القلق عليه 

و أخذت كل يوم تسأل نفسها هل هو بخير ما الذي أصابه اين هو الي ان وصلها من أحد الأصدقاء أنه سيقوم بالزواج من ابنة عمه و لكنها لم تصدقها فهي تثق به و بحبه ثقة عمياء .


نرمين بحزن علي حال صديقتها:و الله يا سما هيكتب كتابه علي بنت عمه النهارده و الكل عارف .


سما بعدم تصديق:لأ مستحيل أحمد يعمل فيا كده انت اكيد كدابه.


نرمين بإشفاق: و الله يا سما هو ده الي حصل.


سما و هي تنظر إليها بكره:أنا مش عارفه انت بتعملي كده ليه انت اكيد مش عايزانا نكون مع بعض انا و أحمد و انا هثبتلك انك كدابه.


و ارتدت ثيابها سريعا ثم ذهبت إلي الخارج راكضه و نرمين و هنا يلحقوا بها الي أن وصلت الي منزل أحمد الذي يبتعد كثيراً عن منزلهم و لكنها لا تبالي بتعب قدميها بل كل ما يهمها أنها و أخيراً قد و صلت الي منزل أحمد و ما أن وقفت أمام المنزل حتي ابتسمت بعشق فأخيرا سوف تطمئن علي حبيبها و ليحدث ما يحدث و ما أن وصلت الي بوابة المنزل حتي اختفت ابتسامتها و هطلت دموعها بغزارة علي وجنتيها عندما شاهدته يجلس في حديقة منزله و بجوارة عمه و ابنته التي كادت الابتسامه أن تشق وجهها و بينهم اه أنه هو هل هذا مأذون بالفعل ...ثم أخفضت عيناها و أخذت تكلم نفسها .....هل كلامهم صحيح هل حقاً خانها و طعنها في قلبها ثم رفعت نظرها مره أخري كي تشهد مشهد ذبحها بعينيها حتي تستطيع قتل هذا الشعور المؤلم المسمي بالحب و لكنه ما أن رفعتها حتي اصطدمت بعينيه التي كانت تنظر إليها و الي دموعها بصدمه و ذهول لا يصدق أنها أمامه و تراه علي هذا الوضع فنزع يده من يد عمه و ذهب مسرعاً إليه إلا أنها لم تعطيه الفرصه للحديث معها و ركضت مسرعه و هي تبكي بغزارة و هو يلحق بها حتي لحقها و امسك بها و لكنها ما أن التفتت إليه حتي صفعته بشده .

سما و هي تنظر له بكره لم تقل له إلا جمله جعلته يقتل حياً: انت قتلتني !! و صدقني لو رجعت لي راكع عمري ما هسامحك علي خيانتك ليا خليك فاكر كلامي ده .

ثم تركته و ذهبت مع اختها و صديقتها و لكن عادت انسانه أخري غير التي كانت عليها فقد عادت كئيبه منطويه لا تثق بأي شخص في العالم سوي بوالدها انا أحمد فظل واقف في مكانه بنظر في أثرها و هو يضع يده علي خده و عينيه مليئة بالدموع الحبيسه لا يستطيع تصديق أنه رأي في عينيها نظره الكره التي رمقته بها يلعن نفسه و عمه و هذه الحقيرة المسماه بابنة عمه .


عودة للحاضر.

سما و هي تمسح الدموع التي بدأت تتساقط علي وجنتيها عندما تذكرت ما نالها من هذه العلاقة :ليه كده يا أحمد ليه عملت فيا كده انا بكرهك أووي و الله بكرهك.

و صعدت مسرعه إلي غرفتها قبل أن يشاهدها و الدعاء أو والدتها و يسألونها علي سبب بكائها و ما أن وصلت الي غرفتها حتي ألقت بنفسها علي الفراش و ظلت تبكي الي تعبت من كثرة البكاء و خلدت الي النوم .


................................................

في منزل أمجد و ريم كانت ريم نائمة علي فراشها تدفن وجهها في الوسادة و تبكي بعنف لا تصدق أنه صفعها كيف يجروء علي ثفعها من هو كي يقوم بهذا الفعل ليس من حقه و أثناء بكائها سمعت صوت دقات علي باب الغرفه .

ريم بصراخ ممزوج ببكاء:عايز ايه امشي من هنا مش عايزه اشوف وشك.

أمجد و هو يدلك الي الغرفه بحزن بالغ:ريم انت بتعيطي انا أسف و الله انا مش عارف انا عملت كده ازاي.

ريم ببكاء:انت ازاي تسمح لنفسك انك تمد ايدك عليا دا انا بابا عمره ما عملها اطلع بره اهئ اهئ.


أمجد و هو يجلس بجوارها و يسحبها لأحضانه و سط مقاومتها و لكنه تغلب عليها ثم مد يده الي وجنتيها يمسح دموعها ثم قال لها بحنيه: انا أسف يا ريم حقك عليا و الله انا مش عارف انا ازاي عملت كده بس خلاص أوعدك إن عمري ما هزعلك و لا هخلي الدموع دي تنزل من عنيكي مره تانيه.


اما ريم فقد شعرت بالأمان بين زراعيه و استسلمت لحضنه و دفنت رأسها بصدره و هي ما زالت تبكي مما جعل أمجد يضمها أكثر الي أحضانه حتي غلبهم النوم علي نفس وضعهم .


.......................................


في منزل آسر و أروي


كانت أروي تجلس بجوار آسر و هي ممسكه بيده و كل فترة تتحسس جبينه تتأكد من انخفاض حرارته حتي و جدتها انخفضت قليلاً فقامت بتهدئة الإضاءة و ذهبت كي تقوم بالاطمئنان علي تالين فقد تركتها في الخارج منذ وقت طويل و ما أن خرجت من الغرفه و أغلقت الباب خلفها حتي وجدت تالين نائمة علي الأريكة منكمشه علي نفسها فعلي ما يبدو أنها تشعر بالبرد فأسرعت أروي إليها بلهفه و تأنيب ضمير فهي جلست بجوار آسر و نسيت أمرها نهائياً فأيقظتها بحنان ثم أخذتها إلي غرفتها و بدلت لها ثيابها بأخري ثقيله كي تبقي دافئة ثم أخذتها إلي المطبخ و أعدت لها بعض الشطائر و كوباً من اللبن الدافئ و جلست بجوارها حتي انتهت من تناول طعامها ثم أخذتها إلي الحمام و فرشت اسنانها ثم أخذتها إلي غرفتها و ساعدتها بالاستلقاء في فراشها و جلست بجوارها تحكي لها قصتها المفضلة حتي ذهبت في النوم فقبلتها و أحكمت الغطاء حولها و أضاءت لها الضوء الصغير فهي تخاف الظلام ثم ذهبت إلي آسر مره أخري كي تطمئن عليه و جلست بجواره و ما أن وضعت يدها علي جبينه حتي وجدت حرارته مرتفعه جداً فقامت بمهاتفت الطبيب علي الرقم التي سجلته لها إيمان قبل عودتها الي المنزل كي لا يشعر والديها بشئ و يشعرون بالقلق علي آسر لوالدها مريض و لا يحتمل اي حزن أو قلق و بعد رنه و اثنين قام الطبيب بالإجابة على اتصالها و عندما أخبرته بارتفاع حرارة آسر مره أخري أخبرها أن تضع له كمادات بارده الي ان تنخفض حرارته و أن لا تقلق فكل هذا طبيعي فأغلقت مع الطبيب ثم ذهبت مسرعه إلي المطبخ و أحضرت مياه و قطعه من القماش و جلست بجوار آسر علي كرسي مجاور للفراش تضع له الكمادات حتي انخفضت حرارته قليلا و لكنها ايضاً لم تعد قادرة علي مقاومة النوم أكثر من ذلك فوضعت رأسها علي طرف الفراش و غابت في النوم .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رواية عشق آسر الفصل الثالث و العشرون .

  لم تستطيع رنا أن تحتمل هذا الكلام الذي وجهته لها هذه الخادمه الحقيرة فرفعت يدها عاليا ثم هبطت بها علي وجه سمر التي قدمت من فعلتها و اتسعت ...