أما آسر فكان يجلس علي مكتبه يراجع بعد الاوراق التي تحتاج الي توقيعه يحتسي طولاً من القهوه وهو يتصفح اوراق الملفات و أثناء ذلك شرد في أروي لا يدري لماذا خطرت علي باله في تلك اللحظه بدون اي سبب فابتسم بلا شعور و هو يتذكر حديثها مع تالين في إحدى الليالي و شرد بتفكيره لهذا الموقف
فلاش باك......
أروي بهدوء و تفهم:توتا حبيبتي اسمعي كلامي ده كويس انا عمري ما هاخد باباكي منك.
تالين بعبوس:....................... .
أروي و هي تكمل كلامها بمحبه و هدوء:انا بحبك جداً و كمان عايزة أننا نعيش احنا التلاته في حب و نكون عيله صغيره سعيده.
تالين بإبتسامة: بجد يعني انتي مش شريرة و تتخلي بابا يكرهني و تخليه يسبني لوحدي.
أروي: لأ طبعاً أنا بحبك و عمري ما هعمل كده و لا هكون شريرة معاكي و حتي انا لو قلت لباباكي كده مش هيسمع كلامي لأن بابا بيحبك جداً.
تالين و الابتسامة لا تفارق وجهها: بجد...
أروي بشفقه و حب:بجد ..ايه رأيك نعمل اتفاق الفترة دي .
تالين بفرحه و فضول:اتفاق ايه.
أروي بإقناع:انا عرفت انك عايزة يبقي ليكي ماما و كنت بتدعيم ربنا يبعتلك ماما..انا كمان كان نفسي يكون عندي بنوته أمورة زيك كده و كنت أنا كمان بدعي ربنا يبعتلك بنوته أمورة و عسل زيك بالضبط فإيه رأيك انا اكون مامتك و انت كمان تكوني بنتي.
تالين بابتسامه و هي تحتضنها : اوكي..يعني انت كده بقيتي مامتي.
أروي بحب:أيوة بس فيه حاجات كده لازم نعملها عشان نعيش بسعادة.
تالين باستغراب:حاجات ايه ........ .
أروي بهدوء :انا هقولك بس هتسمعي الكلام اوكي.
تالين وهي تهز رأسها بنعم:أوكي ..... .
أروي بابتسامه:أولاً: هتتكلمي معايا كويس و بأدب زي اي بنوته و مامتها.
تالين بموافقة:حاضر.. .
أروي و هي تكمل حديثها: ثانياً تحترميني سواء كنا مع بعض أو مع ناس و مفيش كذب ولا تسمعي اي كلام من اي حد مره تانيه.
تالين بموافقة:اوكي ايه تاني.. .
أروي بحب:و كل يوم حضن كبييييير و بوسه كبيييييرة بس كده هتنفذي الاتفاق.
تالين و هي تحتضنها بشده:اكيد طبعاً هنفذ.
أروي بتحذير و هي تشير إليها بإصبعها:و عايزة الاتفاق ده يكون سرنا احنا بس الي نعرفه اوكي.
تالين بتساءل:ليه.... .
أروي:عشان ده سرنا الخاص ولا انت عايزة الاتفاق يتلغي.
تالين باندفاع: لأ خلاص مش هقول لحد سرنا خالص خالص .
أروي بثقه:كده حلو أووي يلا وريني القصه الي عايزانا نقرأها النهارده.
تالين و هي تبحث بين قصصها:عايزه القصه دي انا بحبها أووي.
أروي بحب :أهاا فعلاً القصه دي حلوه جداً.... كان يا مكان........ .
و جلست أروي تحكي لها القصة و هي سعيدة بالإنجاز التي قامت به لأجل اكتساب ثقة تالين و جعلها تتقبلها في حياتها.
و بعد نصف ساعه كانت القصه قد انتهت .
أروي: وتوته توته خلصت الحدوته ها توتا عجبت........ .
لم تكمل أروي جملتها عندما وجدت تالين قد ذهبت في النوم فقبلتها و أحكمت عليها الغطاء و أضاءت النور الهادئ لها ثم ذهبت و أغلقت الباب خلفها و ذهبت الي غرفتها و هي تشعر بسعاده غامرة فلفله عن هذا الذي كان يتابع حوارهم منذ البدايه و لكنه قرر أن يخفي نفسه حتي لا تكتشف أنه قد سمعها.
عوده للحاضر
تنهد آسر بابتسامة إعجاب من تصرف أروي و تعاملها مع وضع تالين بهدوء و حكمه فهو الآن يجلس في عمله مطمئن علي ابنته و أنها في أيدي أمينه ثم تنهد مره أخري و عاد إلي عمله.
..............................................................
في حديقة منزل آسر كانت أروي تجلس مع ريم التي أتت لزيارتها بعد عودة زوجها الي عمله مره أخري.
ريم و هي تتصفح إحدي المجلات الخاصه بالموضه:ايه رأيك في الفستان ده تفتكري هيبقي حلو زي صورته كده.
أروي:إن شاء الله هيبقي حلو و كمان اللون تحفه هيبقي روعه عليكي .
ثم أكملت حديثها و هي تنظر إلي ريم بترقب:ايه اخبار الجواز معاكي حلو.
ريم و قد ظهر على وجهها علامات الحزن: لأ ...... .
أروي و قد لاحظت علامات الحزن التي ظهرت علي وجه ريم:في ايه يا ريم مالك يا حبيبتي .
ريم بحزن:مفيش حاجه.
أروي و قد تحركت حتي جلست مجاورة لها: قولي يا حبيبتي زعلانه ليه كده.
ريم:................................ .
أروي :أمجد صح.
ريم و قد بدأت دموعها بالهطول علي وجنتيها: لا كل الموضوع أن ........... . و بدأت بالبكاء.
أروي و هي تحتضن ريم: يا عمري لا متعيطيش مفيش حاجه تستاهل زعلك .
ريم ببكاء:انا تعبت اووي يا أروي تعبت أووي بجد انا كنت مفكرة نفسي اني هقدر اقاوم و احارب عشان احافظ علي حبيبي بس انا طلعت ضعيفه اووي .
أروي و هي تمسح دموعها:خلاص اهدي خلاص بقا متعيطيش .
و ذهبت الي المنزل و أحضرت ل ريم كوباً من الماء و أعطته ل ريم حتي تهدأ قليلاً و بعد مرور بعض الوقت.
ريم وهي تمسح دموعها:أقولك ايه ياريم انا بحبه أوي و خايفه اسلم له نفسي ارجع اندم انا حاسه اني تايهه و ضايعه مش عارفه اقرر انا عايزة ايه.
أروي بتفهم و هدوء: ريم حبيبتي انتي بتحبي جوزك و جوزك بيحاول يتقرب منك و يتأقلم معاكي ليه تخلي الماضي يقف حاجز بينكم ليه ادي نفسك و ادي جوزك فرصه متضيعيش حبيبك منك خديها نصيحه منك و مش هتندمي.
ريم براحه: إن شاء الله أنا بحبك اووي يا أروي انا ارتحت أوي لما اتكلمت معاكي انا حاسه انك مرايتي الي يشوف بيها نفسي بحبك اووي.
أروي و هي تحتضنها بحنان:انا كمان بحبك اووي .
و جلسوا يتحدثون مع بعضهم حتي جاء المساء و شاهدوا سيارات ازواجهم تدلف من البوابه الرئيسيه فاستئذنت ريم للذهاب الي منزلها علي وعد القدوم مره أخري في الغد وما أن ذهبت حتي دخلت أروي الي المنزل و قامت بتحضير الطعام
أسر بابتسامه:مساء الخير .
أروي:مساء النور.
آسر:عامله ايه و تالين عامله معاكي ايه.
أروي :الحمد لله بخير و توتا دي بنوتي العسل .
تالين و هي تأتي راكضه الي ابيه ترمي بنفسها بين أحضانه :بابا و حشاني أووي
آسر بحب:انت كمان وحشتيني أوي يا توتا.
تالين:أوعي تكون نسيت الشيكولا بتاعت توتا حبيبتك.
آسر بحب و هو يقبلها: ازاي ده هو انا أقدر أنسي الشيكولاته بتاعت توتا خدي ياستي دي الشيكولا بتاعتك و دي الشيكولا بتاعت مامتك.
أروي باستغراب و هي تنظر ليده المحدوده إليها بقطعة الشيكولا الفاخرة:دي عشاني انا.
آسر و هو يومئ برأسه بنعم:ايوه بتاعتك هو فيه ماما هنا غيرك.
أروي بتأثر و هي تمد يدها لتلتقط قطعة الشيكولا من يده:ش شكراً.
آسربمزاح: اكيد بعد الشيكولا دي انا استاهل اكل بسرعه عشان هموت و انام تعبان جدا و جعان جداً جداً.
أروي بابتسامه واسعه:حاضر علي ما تغير هدومك هيكون الاكل جاهز علي السفرة.
آسر:ماشي هروح اغير هدومي بسرعه و ارجع .
و بالفعل ذهب آسر الي غرفته و قام بتبديل ملابسه و عاد إلي غرفة الطعام فوجد أروي قد انتهت من وضعه علي الطاوله فجلس و بدأ في تناول الطعام فهو كان يشعر بجوع شديد كما أن الطعام لذيذ بشكل يخطف الأنفاس وبعد الانتهاء استأذن منهم وذهب إلي النوم فقد كان يشعر بالتعب أما أروي فقامت بتنظيف الأطباق ثم ذهبت إلي غرفة تالين و قامت بتبديل ثيابها الي ملابس النوم و قصت لها قصتها حتي ذهبت إلي النوم ثم ذهبت إلي غرفتها و بدلت ثيابها و استلقت علي فراشها و أخذت تنظر إلي قطعه الشيكولا و علي وجهها ابتسامه سعيده فكانت هذه او قطعه شيكولا تحصل عليها بعد وفاة والديها حتي أنها قررت الاحتفاظ بها فهي كانت افضل قطعه شيكولا حصلت عليها في حياتها و ظلت تنظر إليه حتي إليها النوم و هي تنظر إليها .
....................................
في صباح اليوم التالي استيقظت أروي مبكراً و قامت بتبديل ثيابها و تمشيطه شعرها و وضع زينه خفيفه ثم رتبت فراشها ثم ذهبت إلي غرفة تالين و قامت بإيقاظها و تبديل ثيابها ثم ذهبت إلي المطبخ و بدأت في تحضير الطعام و هي شارده في آسر و في طيبته و حنانه فهي قد أعجبت به بشده منذ أن رأته في يوم زفافهم و خلال هذه الفترة زاد هذا الإعجاب و هو بتصرفاته الحنونه يأسر قلبها أكثر فهي تؤمن أن لكل إنسان نصيب من إسمه و هذا هو آسر يأسر قلبها و عقلها و ظلت تفكر فيه و هي تبتسم بلا شعور حتي سمعت صوته يأتي من خلفها.
آسر:صباح الخير .
أروي بابتسامه رقيقة:صباح النور ثواني و الفطار هيكون علي السفره.
وقامت بنقل الأطباق من المطبخ الي السفرة ثم جلست بجوار آسر تتناول فطارها معه و هي تنظر إليه بين كل حين و أخر حتي قاطعها صوت تالين.
توتا و هي تقبل والدها:صباح الخير يا بابا.
آسر بحب :صباح الفل يا أحلي توتا .
توتا و هي تذهب إلي أروي تحتضنها و تقبلها:صباح الخير يا ماما.
أروي بحب و هي تبادلها الاحتضان :صباح النور يا قلب ماما يلا اقعدي عشان تفكري.
جلست تالين بجوار أروي التي كانت تسألها:هتاكلي يا توتا ولا اعملك سندوتش.
تالين بدلع:اممم سندوتش.
أروي :عايزاه بإيه يا حبيبتي.
تالين :قشطه و مربي.
أروي و هي تقوم بإعداد السندوتش :اتفضلي يا روحي أحلي سندوتش لأحلي توتا في الدنيا .
كل هذا تحت نظرات آسر المليئة بالاعجاب التي يرمق بها أروي التي نظرت إلي آسر
أروي بسؤال:تحب تتغدي ايه النهارده يا آسر.
آسر بابتسامه ساحره :اي حاجه من ايدك هتبقي حلوه و هتعحبني.
نظرت أروي الي طبقها بخجل و بعد عدة دقائق نظر آسر الي ساعته و هو يضع فنجان الشاي علي الطاولة :يااااه دا انا اتأخرت أووي و لازم أمشي عايزين حاجه.
تالين و أروي في نفس الوقت:عايزين سلامتك.
آسر بابتسامه:هههه مع السلامه .
أروي :الله يسلمك.
........................................
في منزل عبد الله كانت رنا تجلس في غرفتها تقوم بطلاء أظافرها و هي تتحدث عبر الهاتف مع أحد أصدقائها في مو صوت خاص به و فجأه فتح الباب بدون استئذان .
عبير في نفسها:يا نهار اسود دي العقربه هنا يا ريتني خبط علي الباب قبل ما ادخل.
رنا بغضب و تكبر:ايه التخلف ده ازاي تدخلي كده يا بتاعه انتي من غير ما تخلطي علي الباب و انا اسمحلك تدخلي ها.
عبير بتوتر:انا أسفه يا فندم مكنتش اعرف والله انك موجودة في الأوضاع انا جيت أنصف الأوضة و فكرتك خرجتي انا أسفه مره تانيه.
رنا بغرور و استحقار : خلاص خلاص انت هتصاحبيني بعد كده ممنوع تدخلي أوضتي من غير استئذان فاهمه ولا انت اصلا البعيده غبيه و مش بتفهم.
عبير و هي تحاول حبس دموعها : انا أسفه يا هانم أن شاء الله مش هتحصل تاني بعد إذنك.
و خرجت مسرعه من باب الغرفه و الدموع تسيل علي وجهها تدعوا الله أن يرزق زوجها حتي تتخلي عن هذه الله التي تحياها في هذا المنزل فهي أصبحت تشعر بالاختناق فهذه المتعجرفه و امها لا تتركان فرصه الا و تحاول أن التقليل من شأنها وشأن خالتها حتي أصبحت تكره الهواء التي تتنفسه في هذا المنزل تشعر أنه هو الآخر ملوث مثلهم و كلما عاشرتهم أكثر كلما شعرت بالشفقه اتجاه أروي أكثر كيف استطاعت خدمتهم و التعامل معهم ومع عجرفتهم و غرورهم كل هذه المده الفائته ثم قررت بينها و بين نفسها أن تقوم بزيارة أروي فهي تحبها بشده فأنها الوحيدة في هذا المنزل التي كانت تهون عليهم هذه المعاناه السيئه التي يتلقونها في هذا المنزل الملئ بالاحقاد ثم أغمضت عيناها و تنهدت بعنف ثم ذهبت لتكمل عملها قبل أن تراها العقربه الكبري و تزيدها عليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق